الرضع (6 أسابيع - 12 شهرًا)
يتعلم الأطفال، منذ الولادة، لا إراديًا عن أنفسهم وبيئتهم. أطلقت ماريا منتسوري على هذا الجزء من العقل الناهل “المتعلم اللاواعي”. وفي عالم أطفال منتسوري، نحرص على مراعاة هذا الجزء من الوقت في حياة الطفل، بأن نصنع تجربة ثرية وجذابة وهادفة حتى لأصغر طلابنا. نحن نؤمن بأنَّ اللعب هو الشغل الشاغل للطفل. ويجب أن يكون هذا اللعب هادفًا وسهل المنال لجميع الطلاب. أحيانًا يكون الشغل الشاغل للطفل هو أن يمسك بزجاجته الخاصة، أو أن يمشي، أو أن يغير قميصه، أو أن يتدرب على الكتابة. ومن المعلوم أنَّ الأطفال لا ينمون ولا يتعلمون بوتيرة واحدة، ولا بطريقة واحدة، لذا فمن الضروري أن تكون بيئة الطفل مجهزّة له كفرد؛
وهذه الرعاية الفردية تستمر مع طفلك أثناء تقدمه في البرنامج. والمقصود بالرعاية الفردية هو أنَّ كل طفل يتبع مساره الخاص أثناء نموه. ولأنَّنا نعلم ذلك يقينًا، فإنَّنا نهتم كثيرًا بتثقيف الطفل “ككل”، بأن نوفر له العديد من الفرص ليعتمد على نفسه. بمجرد دخول فصل خاص بالرضع، يُفترض أن يكون واضحًا أنَّ الأطفال منخرطون في اللعب بالمواد بنشاط، وأنَّه يتم تحفيزهم طبيعيًا بفضل هدوء البيئة المحيطة، وأنَّ لديهم كامل الحرية للتحرك واستكشاف الحيز الذي يتواجدون فيه.
نحن ندرك تمامًا أنَّ هذه على الأرجح هي أول مرة يقضي فيها الطفل الصغير الوقت بعيدًا عن والديه ومنزله ووسائل راحته عند دخوله مدارسنا لأول مرة. ومن المهم بالنسبة لنا أن يشعر الأطفال بالثقة والأمان داخل فصولهم. ولذلك، نحرص على أن نحاكي لهم حياتهم في المنزل قدر الإمكان، من خلال:
- اتباع جداولهم المألوفة في النوم والأكل
- إتاحة مجموعة متنوعة من المواد لتحفيز حواسهم وشغلها
- توفير فرص الاعتماد على النفس لهم ( في الكلام، التغيير، المشي)
- تشجيعهم على أن يعتمدوا على أنفسهم في تناول الطعام
بالإضافة إلى الروتين الصباحي المتوازن، يُسمح لجميع طلاب عالم أطفال منتسوري من الرضع إمَّا حضور فصولهم في الهواء الطلق أو في ساحة الألعاب أيضًا. يتم اصطحاب الأطفال الرضع الذين تزيد أعمارهم عن 6 أسابيع إلى الخارج كلما سمح الطقس بذلك، حيث يمكنهم هم أيضًا الاستمتاع بكل ما تقدمه الطبيعة.